فصل: تفسير الآية رقم (16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (13- 15):

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبياً إلا وهو شاب، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب. وقرأ: {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} {وإذ قال موسى لفتاه} و {إنهم فتية آمنوا بربهم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {وزدناهم هدى} قال: إخلاصاً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وربطنا على قلوبهم} قال: بالإيمان. وفي قوله: {لقد قلنا إذاً شططا} قال: كذباً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {لقد قلنا إذا شططا} قال: جوراً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: الشطط، الخطأ من القول.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)}
أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطاء الخراساني في قوله: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} قال: كان قوم الفتية يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شتى، فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} قال: هي في مصحف ابن مسعود: وما يعبدون من دون الله، فهذا تفسيرها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فأووا إلى الكهف} قال: كان كهفهم بين جبلين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ويهيء لكم من أمركم مرفقاً} يقول: غذاء.

.تفسير الآيات (17- 20):

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {تزاور} قال: تميل. وفي قوله: {تقرضهم} قال: تذرهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {تقرضهم} قال: تتركهم {وهم في فجوة منه} قال: المكان الداخل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وهم في فجوة منه} قال: يعني بالفجوة، الخلوة من الأرض. ويعني بالخلوة، الناحية من الأرض.
وأخرج ابن المنذر عن أبي مالك في قوله: {وهم في فجوة منه} قال: في ناحية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {وتحسبهم} يا محمد {أيقاظاً وهم رقود} يقول: في رقدتهم الأولى {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} قال: وهذا التقليب في رقدتهم الأولى، كانوا يقلبون في كل عام مرة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} قال: ستة أشهر على ذي الجنب، وستة أشهر على ذي الجنب.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عياض في قوله: {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} قال: في كل عام مرتين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ونقلبهم} قال: في التسع سنين ليس فيما سواه.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن سعيد بن جبير في قوله: {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} قال: كي لا تأكل الأرض لحومهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وكلبهم} قال: اسم كلبهم قطمور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: اسم كلب أصحاب الكهف، قطمير.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قلت لرجل من أهل العلم: زعموا أن كلبهم كان أسداً، قال: لعمر الله ما كان أسداً، ولكنه كان كلباً أحمر خرجوا به من بيوتهم يقال له، قطمور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير النواء قال: كان كلب أصحاب الكهف أصفر.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان قال: قال رجل بالكوفة يقال له: عبيد وكان لا يتهم بكذب، قال: رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر كأنه كساء انبجاني.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر، عن عبيد السواق قال: رأيت كلب أصحاب الكهف صغيراً، باسطاً ذراعيه بفناء باب الكهف، وهو يقول: هكذا يضرب بأذنيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدالله بن حميد المكي في قوله: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} قال: جعل رزقه في لحس ذراعيه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق، عن ابن عباس في قوله: {بالوصيد} قال: بالفناء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله: {بالوصيد} قال: بالباب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله: {بالوصيد} قال: بفناء باب الكهف.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله: {بالوصيد} قال: بالصعيد.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} قال: ممسك عليهم باب الكهف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: كان لي صاحب شديد النفس، فمر بجانب كهفهم فقال: لا أنتهي حتى أنظر إليهم، فقيل له: لا تفعل... أما تقرأ {لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً} فأبى إلا أن ينظر، فأشرف عليهم فابيضت عيناه وتغير شعره، وكان يخبر الناس بعد يقول: عدتهم سبعة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {أزكى طعاماً} قال: أحل ذبيحة، وكانوا يذبحون للطواغيت.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله: {أزكى طعاماً} يعني، أطهر؛ لأنهم كانوا يذبحون الخنازير.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وكذلك أعثرنا عليهم} قال: أطلعنا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: دعا الملك شيوخاً من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا: كان ملك يدعى دقيوس، وإن فتية فُقِدُوا في زمانه، وأنه كتب أسماءهم في الصخرة التي كانت عند باب بالمدينة. فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها أسماؤهم، ففرح الملك فرحاً شديداً وقال: هؤلاء قوم كانوا قد ماتوا فبعثوا، ففشا فيهم أن الله يبعث الموتى. فذلك قوله: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها} فقال الملك: لأتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجداً، فلأعبدن الله فيه حتى أموت. فذلك قوله: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {قال الذين غلبوا على أمرهم} قال: هم الأمراء، أو قال: السلاطين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بنى عليهم الملك بيعة فكتب في أعلاها أبناء الأراكنة أبناء الدهاقين.

.تفسير الآية رقم (22):

{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {سيقولون ثلاثة} قال: اليهود {ويقولون خمسة} قال: النصارى.
وأخرج ابن أبي حاتم وعبد الرزاق، عن قتادة في قوله: {رجما بالغيب} قال: قذفا بالظن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مسعود رضي الله عنه في قوله: {ما يعلمهم إلا قليل} قال: إنا من القليل، كانوا سبعة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق، عن ابن عباس في قوله: {ما يعلمهم إلا قليل} قال: إنا من القليل، كانوا سبعة.
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما يعلمهم إلا قليل} قال: أنا من القليل، مكسلمينا وتمليخا، وهو المبعوث بالورق إلى المدينة، ومرطوس ونينونس ودردوتس وكفاشطهواس ومنطفوا سيسوس، وهو الراعي. والكلب اسمه قطمير، دون الكردي وفوق القبطي الألطم فوق القبطي. قال أبو عبد الرحمن: بلغني أن من كتب هذه الأسماء في شيء وطرحه في حريق سكن الحريق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال: كل شي في القرآن قليل، وإلا قليل فهو دون العشرة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فلا تمار فيهم} يقول: حسبك ما قصصت عليك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً} قال: يقول: إلا ما أظهرنا لك من أمرهم {ولا تستفت فيهم منهم أحداً} قال: يقول لا تسأل اليهود عن أصحاب الكهف، إلا ما قد أخبرناك من أمرهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {فلا تُمارِ فيهم} الآية. قال: حسبك ما قصصنا عليك.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق، عن ابن عباس في قوله: {ولا تستفت فيهم منهم أحداً} قال: اليهود. والله أعلم.

.تفسير الآيات (23- 24):

{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}
أخرج ابن المنذرعن مجاهد، أن قريشاً اجتمعت فقالوا: «يا محمد، قد رغبت عن ديننا ودين آبائنا، فما هذا الدين الذي جئت به؟ قال: هذا دين جئت به من الرحمن. فقالوا: إنا لا نعرف الرحمن، إلا رحمن اليمامة- يعنون مسيلمة الكذاب- ثم كاتبوا اليهود فقالوا: قد نبغ فينا رجل يزعم أنه نبي، وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا، ويزعم أن الذي جاء به من الرحمن. قلنا: لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، وهو أمين لا يخون.. وفيّ لا يغدر.. صدوق لا يكذب، وهو في حسب وثروة من قومه، فاكتبوا إلينا بأشياء نسأله عنها. فاجتمعت يهود فقالوا: إن هذا لوصفه وزمانه الذي يخرج فيه. فكتبوا إلى قريش: أن سلوه عن أمر أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وعن الروح. فإن يكن الذي أتاكم به من الرحمن، فإن الرحمن هو الله عز وجل، وإن يكن من رحمن اليمامة فينقطع. فلما أتى ذلك قريشاً أتى الظفر في أنفسها فقالوا: يا محمد، قد رغبت عن ديننا ودين آبائك... فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف وذي القرنين والروح. قال: ائتوني غداً. ولم يستثن، فمكث جبريل عنه ما شاء الله لا يأتيه، ثم أتاه فقال: سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم فأجيب حتى شق ذلك عليّ. قال: ألم ترنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة؟- وكان في البيت جرو كلب- ونزلت {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً} من علم الذي سألتموني عنه أن يأتي قبل غد؟ ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل {ويسألونك عن الروح...} [ الإسراء: 85] الآية».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين فمضى له أربعون ليلة، فأنزل الله: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله} واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه، عن ابن عباس أنه كان يرى الاستثناء ولو بعد سنة، ثم قرأ {واذكر ربك إذا نسيت} قال: إذا ذكرت.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن ابن عباس في هذه الآية قال: إذا نسيت أن تقول لشيء؛ إني أفعله، فنسيت أن تقول إن شاء الله، فقل إذا ذكرت: إن شاء الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن أبي العالية في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} قال: تستثني إذا ذكرت.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في رجل حلف ونسي أن يستثني، قال له: ثنياه إلى شهر، وقرأ {واذكر ربك إذا نسيت}.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء أنه قال: من حلف على يمين فله الثنيا حلب ناقة. وكان طاوس يقول: ما دام في مجلسه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم قال: يستثني ما دام في كلامه.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} قال: إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت. قال: هي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحدنا أن يستثني إلا في صلة يمينه.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر قال: كل استثناء موصول فلا حنث على صاحبه، وإذا كان غير موصول فهو حانث.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف فقال: إن شاء الله. فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حانث».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله. فقال له الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل. فطاف فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو قال إن شاء الله، لم يحنث وكان دركاً لحاجته».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن عكرمة في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} قال: إذا غضبت.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن الحسن في قوله: {واذكر ربك إذا نسيت} قال: إذا لم تقل إن شاء الله.
وأخرج البيهقي من طريق المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبا الحارث، عن رجل من أهل الكوفة كان يقرأ القرآن في الآية قال: إذا نسي الإنسان أن يقول إن شاء الله، فتوبته من ذلك أن يقول: {عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً}.